مقال علمي عن القلب، هذا العضو المميز الذي خلقه الله بكل شخص منا والذي يستحيل العيش بدونه، صحيح أن جميع أعضاء جسم الإنسان مهمة إلا إن للقلب دور مختلف إذا أنه يضخ ويقوم بتوزيع الدم على الجسم كله بشكل متواصل ولا يتوقف عن العمل إلا وقت الموت.
مقال علمي عن القلب
القلب (بالإنجليزية: Heart) يعد العضو الأكثر أهمية بالجسم، وهو باختصار عبارة عن عضو عضلي في الجسم لجميع الحيوانات وليس الإنسان فقط، يعمل القلب بشكل متواصل على ضخ الدم في جميع أجزاء الجسم عن طريق الأوعية الدموية.
يقوم القلب بضخ الدم المحمل بالأكسجين وغيره من الأشياء والعناصر الغذائية للجسم، وليس هذه وظيفته فقط بل أنه يقوم بـحمل المخلفات الأيضية وهي عبارة عن مواد تتبقى بعد التنفس الخلوي وغيرها من المخلفات التي يخلفها الجسم والتي يجب التخلص منها لضمان ألا يحدث تسمم.
وبشكل عام ورغم الوظيفة المهمة والعمل المتواصل الذي يقوم به القلب إلا أنه في النهاية في مثل حجم قبضة اليد تقريبًا وهي في حالتها المغلقة.
بهذا ينتهي الجزء الأول من مقال علمي عن القلب والذي علمنا نبذة تعريفية عن القلب وعمله.
ونرشح لكم قراءة المزيد من المقالات العلمية المميزة من قسم: مقال علمي
مكونات القلب ومكانه
إن القلب بالنسبة للإنسان يقع في منطقة تسمى mediastinum، وهذه المنطقة تعد بمثابة المقصورة المركزية في تجويف القفص الصدري حيث يمكن أن يكون القلب في حالة الحماية القصوى عن طريق الأضلاع حوله في كل مكان.
كما أن القلب يكون بداخل كيس مصنوع من الأغشية يطلق عليه اسم التامور، ومكان القلب بالتحديد في الناحية اليسرى من الصدر، إلا أن بعض الأشخاص قد يتغير بالنسبة لهم مكان القلب فيكون في الوسط قليلًا أو في اليمين وهذه حالات قليلة بشكل عام.
إن القلب عبارة عن غرف (4 غرف) وتلك الغرف لكل منها وظيفة محددة، مثلًا هناك البطين الأيسر والأيمن وهناك الأذينين الأيسر والأيمن، وبشكل عام هذه الغرف قد يطلع عليها اسم القلب الأيمن أو القلب الأيسر.
ولكن الأمر يختلف قليلًا بالنسبة لبعض الحيوانات وليس كلها عن البشر، حيث أن الأسماك على سبيل المثال وليس الحصر تتميز أن لها غرفتين فقط، وأما الزواحف فلها 3 غرف فقط وهكذا الاختلافات في بعض المخلوقات إلا أن القلب بشكل عام في أي كائن يظل نفس آلية العمل.
يتميز الهيكل الكلي للقلب أنه عبارة عن نسيج ضام كثيف لجعل بنية القلب قوية، ويحتوي أيضًا على الصمامات بين الأذينين والبطينين.
للقلب أيضًا جدار عبارة عن ثلاثة من الطبقات المحاطة بغشاء التامور كما علمنا، وعلى ذكر التامور الذي كررناه فهو عبارة عن كيس يحيط بالقلب ويكون من غشاء ليفي، وهناك أيضًا الغشاء المصلي وهو غشاء مسؤول عن إنتاج سائل التامور وبشكل عام هذه الأجزاء مهمتها أن تحفظ استقرار القلب وتحميه من الأمراض أو أنواع العدوى المختلفة.
ولتلخيص وفهم أجزاء القلب فيمكن تلخيصها كما يلي:
التامور (بالإنجليزيّة: Pericardium)
وهو الغشاء الرقيق على القلب من الخارج وله أكثر من طبقة ويحمي القلب من العوامل الخارجية والأمراض أيضًا ويرتبط بالعمود الفقري والحجات الحاجز.
الشغاف (بالإنجليزيّة: Endocardium)
وهي عبارة عن بطانية تتميز أنها رقيقة وتكون داخلية.
عضلة القلب (بالإنجليزيّة: Myocardium)
وهي العضلة التي تتميز بأنها سميكة ووظيفتها وقت الانقباض أن تقوم بنقل أو إحداث ضغط للدم ليتم نقله من داخل القلب إلى أعضاء الجسم.
الأذينين (بالإنجليزيّة: Atria)
وهما من الحجرات الأربع للقلب ومكانهما في الأعلى.
البُطينين (بالإنجليزيّة: Ventricles)
وهما من الحجرات الأربع الأساسية للقلب ومكانهما في الأسفل.
الصمام الأبهري (بالإنجليزيّة: Aortic valve)
ومكانه بين الأبهر والبطين الأيسر ولذلك أخذ نفس التسمية.
الصمام ثلاثي الشرفات (بالإنجليزيّة: Tricuspid valve)
يقع بين الأذين الأيمن والبطين الأيمن ويحتوي هذا الصمام على على 3 شرفات تتصل بـ 3 عضلات حليمية.
الصمام المترالي (بالإنجليزيّة: Mitral valve)
ويقع بين الأذين الأيسر والبطين الأيمن.
الصمام الرئوي (بالإنجليزيّة: Pulmonary valve)
ومكانه بالتحديد بين البطين الأيمن والشريان الرئوي ولهذا أخذ نفس الاسم.
بهذا ينتهي الجزء الثالث من مقال علمي عن القلب والذي علمنا نبذة تعريفية أهم مكونات القلب وفوائدها.
ونرشح لكم قراءة هذا المقال: مقال علمي عن الجهاز الدوري
كيف يعمل القلب
من المعروف أن مهمة القلب الأساسية هي ضخ الدم لجميع الأنحاء بالجسم، وذلك ليضمن وصول الأكسجين لكل الأعضاء والتخلص من المخلفات، وهناك طرق معينة للدم يجب أن يسلكها وتلك الطرق تقع تحت اسم الدورة الدموية والتي لها أجزاء هي الأخرى مثل الدورة الدموية الجهازية والدورة الدموية الرئوية.
ثم بعد نقل الدم ووصول الأكسجين لكل مكان بالجسم يتم عودة ثاني أكسيد الكربون إلى القلب مرة أخرى ليقوم بإرساله إلى الرئتين.
والجدير بالذكر أن القلب له قسمين وكل قسم منهما يقوم بمهمات تختلف قليلًا، فهناك القسم الأيمن وهناك الأيسر واللذان يأخذان لقب القلب الأيمن والقلب الأيسر.
القلب الأيمن:
وهو اسم يطلق على منطقتين بالقلب وهما الأذين الأيمن والبطين الأيمن ويقوم هذا القلب بجمع الدم من الأوردة الكبيرة كما يعرف بأنه المكان الذي يحتوي على الدم الغير مؤكسج، وأما الطريقة للعمل فتتم عن طريق ذهاب الدم الغير مؤكسج إلى الأذين الأيمن، وهذه الرحلة تكون في الوريدين الأجوفين العلوي والسفلي، وفي الخطوة التالية يعمل الأذين الأيمن على ضخ هذا الدم الغير مؤكسج إلى البطين الأيمن عبر الدسام التاجي، وفي النهاية يقوم البطين الأيمن بإيصال الدم إلى منطقة الجذع الرئوي وهو شريان يخرج من البطين الأيمن للقلب ويتم ذلك عبر الدسام الرئوي.
القلب الأيسر:
وأما هذا القلب فهو لقب الأذين الأيسر والبطين الأيسر، وعلى عكس القلب الأيمن فنجد أن هذا القلب يحتوي على الدم المؤكسج، وطريقة نقل الدم تتم عن طريق الأوردة الرئوية إلى الأذين الأيمن ومن ثم يقوم هذا الأذين بضخ الدم إلى الصمام التاجي وهو عبارة عن صمام مهمته توجيه اتجاه الدم من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر، وأخيرًا يقوم هذا الصمام بضخ ونقل الدم عبر الصمام الأبهري إلى الأبهر وهو أكبر شريان موجود في جسم الإنسان.
بهذا ينتهي الجزء الرابع من مقال علمي عن القلب والذي علمنا فيه آلية عمل القلب والقسمين الموجودان فيه.
ونرشح لكم: مقال علمي عن الدماغ
أمراض القلب
إن الإصابة بأمراض القلب تعد من أكثر الأمراض التي تفتك بالإنسان إذا لم يتم التعامل معها بالشكل الصحيح، وفيما يلي أهم الأمراض التي تصيب القلب:
قصور في القلب:
وهو مرض يجعل القلب عاجز وضعيف عن ضخ الدم لجميع أجزاء الجسم كما يعجز القلب عن أداء باقي وظائفه بشكل عام، ومن أعراض هذا المرض أن يواجه المريض صعوبة ملحوظة في التنفس مع التورم في الكاحل، وفي حالات فشل القلب فقد تكون بسبب فشل الحركة الانقباضية أو الانبساطية مما يترتب عليه عدم الانتظام في ضربات القلب وظهور أعراض قصور القلب.
أمراض القلب فالفولار:
من الأمراض التي تصيب القلب أيضًا والتي تجعل الصمامات تسمح لتدفق الدم ولكن في اتجاه واحد فقط، وفي الغالب قد يكون للصمام فتحة أضيق من المتعارف عليه مما يسبب هذه المشكلة، وهذا المرض أو أمراض القلب الصمامية بشكل عام قد تسبب الألم في الصدر وصعوبة التنفس أو انقطاع التيار.
ارتفاع ضغط الدم:
لضغط الدم معدل طبيعي يؤشر على أن عمل القلب سليم ولا يوجد به أي أخطاء، ولكن إن حدث أي تغير في حالة القلب من حيث القدرة على ضغط الدم فيرتفع المعدل عن الطبيعي مما يسبب أعراض كثيرة للمصاب، كما أن بعض الحالات الأخرى قد يحدث فيها العكس ويكون هناك انخفاض في ضغط الدم.
مرض التامور:
كما علمنا أن النامور مهم جدًا ليكون القلب في وضح حماية كافي، وفي بعض الحالات قد يكون هناك حالة من الالتهاب لهذه المنطقة والتي عليها التهاب النامور والتي تسبب الألم في الصدر بسبب تراكم السوائل حول القلب في كيس التامور.
عدم انتظام ضربات القلب:
يعرف القلب أنه يعمل بانتظام وتناغم كبير مع الأعضاء الأخرى مما يجعل هناك إيقاع طبيعي متعارف عليه، ولكن قد يحدث تغير في معدل الخفقان مثل أن يرتفع أو يصبح أقل بكثير، ومثل هذه الحالات الغير طبيعية تزيد من احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية كما يعاني من المريض من ضيق تنفس.
اعتلال عضلة القلب:
تعرف عضلة القلب أنها سميكة، ولكن في حالة الاعتلال فيكون سمك هذه العضلة أكبر من السمك الآمن مما يجعل القلب في حالة ضعف وتمدد وصعوبة للعودة إلى الوضع العادي (وضع الاسترخاء)، والجدير بالذكر أن الوراثة قد تلعب دورًا في الإصابة بهذا المرض كما أن المؤثرات أو العادات التي يمارسها الإنسان قد تسبب هذا المرض مثل شرب الكحول أو السموم، وهذا المرض يعاني منه الرياضيين أيضًا.
النوبة القلبية:
ويحدث هذا المرض في الحالات التي يكون فيها كمية الدم أقل من المعدل العادي أو انعدمت في أحد الأجزاء بالقلب، وفي هذه الحالة تحدث جلطة دموية في المكان مما يسبب الوفاة في معظم الحالات إن استمر الوضع.
بهذا ينتهي الجزء الخامس من مقال علمي عن القلب والذي علمنا فيه أشهر الأمراض التي تصيب القلب.
ونرشح لكم هذا المقال المميز من موقعكم نقرأ: مقال علمي عن مرض السكر
القلب قديمًا
رغم أن معرفة القلب وفهم آلية عمله استغرق من البشرة جهود كبيرة، إلا أن البشر في الماضي البعدي كانوا يعلمون بهذا العضو وأهميته، ولكن كان هناك بعض الجهل بطريقة العمل كما أن الخرافات كانت ذات انتشار كبير في ذلك الوقت.
ورغم قلة المعلومات الطبية في ذلك الوقت إلا إن بعض الأشخاص كان لهم رأي فيما يخص عمل القلب، ومنهم أفلاطون الذي قال أن القلب هو مصدر الدم بالجسم، وقال أرسطو أن القلب عبارة عن جهاز مهمته خلق الدم للجسم.
بهذا ينتهي الجزء السادس من مقال علمي عن القلب والذي علمنا فيه أن القلب معروف منذ القدم.
كما نرشح قراءة: مقال علمي عن الجهاز العظمي
الحفاظ على صحة القلب
إن أي مشكلة تحدث في القلب تعد تهديدًا صريحًا لحياة الإنسان كلها، فنجد أن الدراسات تؤكد أن الأمراض التي تصيب القلب من أكثر مسببات الوفاة، ولذلك فحماية القلب أولوية بالفعل، ويتم ذلك عبر الخطوات التالية:
- يجب التوقف عن التدخين إذ يعد من أكثر العادات المضرة بالإنسان لأن السجائر تحتوي على مواد كيميائية تسبب الضرر للقلب وكذلك للأوعية الدموية كما يقلل من كمية الأكسجين التي تدخل الجسم بشكل عام.
- يجب الحرص على اتباع نظام غذائي غني بالعناصر المغذية مثل الخضروات والفواكه واللحوم والحبوب الكاملة والدهون الصحية والأسماك ومنتجات الألبان وغيرها من الأكلات المفيدة.
- التمرين من أكثر الأشياء التي تؤثر على القلب بشكل إيجابي كما يقي القلب من الإصابة بالكثير من الأمراض، فيفضل التمرين لما يقارب 150 دقيقة كل أسبوع أو بشكل عام الذهاب لصالة التمرين مرتين أو ثلاثة كل أسبوع إن أمكن.
- تعد السمنة من الأمراض التي تصعب الحياة بشكل عام وتؤثر على القلب بشكل خاص، ومن أشهر أمراض القلب المتوقع أن يصاب بها مريض السمنة هي مرض ارتفاع ضغط الدم والسكري وغيرها من الأمراض.
- النوم الجيد أيضًا شيء أساسي للجسم كله بكل الأعضاء بما في ذلك القلب، فقلة النوم تمرض الجسم بأكمله وليس القلب فقط.
وللمزيد عن السمنة وأفضل طرق العلاج نرشح لكم المقال التالي: مقال علمي عن السمنة
وفي نهاية مقال علمي عن القلب، علمنا الكثير عن القلب بالتفصيل وأنه من أكثر الأعضاء أهمية وتعقيدًا في جسم الإنسان، كما تناولنا آلية العمل وطرق الحفاظ عليه من الأمراض.