مقال علمي عن البحر، الذي هو في الأساس عبارة عن مساحة كبيرة من الماء والتي يشترط أن تكون على اتصال بأحد المحيطات، كما أن كوكب الأرض أغلب مساحاته عبارة عن بحار ومحيطات، ومن خلال موقعكم نقرأ سنتحدث في مقال كامل عن البحر.
مقال علمي عن البحر
يعرف البحر أنه عبارة عن مساحة كبيرة من الماء المالحة، حيث أن هذه المساحات من البحار والمحيطات تغطي ما يقارب 71 في المائة من كوكب الأرض.
حيث يتميز البحر أنه له الكثير من الفوائد على استمرار الحياة على الكوكب بشكل عام، فالأمر لا يقتصر على الحصول على الغذاء أو استعمال خيراته، بل إن البحر له تأثير كبير على المناخ وتغيرات درجة الحرارة وغيرها من الأدوار الكثيرة التي تسبب حفظ التوازن.
وليكون البحر بحرًا لا يجب أن يكون عبارة عن مساحة كبيرة من الماء، لأن الشرط هو أن يكون البحر على اتصال بأحد المحيطات الكبيرة بأي شكل حتى لو بمضيق صغير.
على سبيل المثال البحر الأحمر متصل بالبحر الأبيض المتوسط الذي هو أيضا متصل بالمحيط، وفي حال تم قطع اتصال أحد البحار ببحر آخر نجد أن البحر لن يعود بحرًا.
وبشكل عام البحار والمحيطات تشبه بعضها في كل شيء إلا اختلاف بسيط وهو أن البحر يجب أن يكون أصغر حجمًا من المحيط، كما أن البحر أقل من المحيط في العمق.
بهذا ينتهي الجزء الأول من مقال علمي عن البحر، والذي تناولنا فيه نبذة تعريفية عن البحر من حيث التعريف والتكون الأساس.
للمزيد من المقالات المشابهة لهذا المقال نرشح لكم زيارة قسم مقال علمي، وفي وقت لاحق نرشح لكم المقال التالي أيضا: مقال علمي عن الماء
كيف تتكون البحار
نجد أن البحر والمحيط من أنواع المناطق على كوكب الأرض التي تشغل مساحات غير معقولة، حتى أن البشرية لهذه اللحظة لم تتمكن من اكتشاف البحار إلا بنسب لا تذكر نظرًا للحجم الكبير والكمية الكبيرة من الماء.
وفي الحقيقة إن الكثير من العلماء لايزالون في بعض الحيرة عن الطريقة التي تكونت بها البحار والمحيطات، إلا أن هناك نظرية تم الاتفاق عليها وهي تنص على أن هذه المناطق تكونت منذ زمن بعيد يصل إلى ما يقارب 1300 مليون سنة.
بعبارة أخرى إن تكون البحار كان قبل وجود الإنسان بملايين السنين، حيث أن البشر عمرهم على الأرض أقل من مليون سنة تقريبًا، ولكن البعض الآخر من العلماء يقول أن تكون البحار كان منذ مدة تقدر بـ 200 مليون سنة إلى 1000 مليون سنة والبعض الآخر يتفق على أنها مدة 1300 مليون سنة.
وبدأ تكون البحار العديد من العوامل الطبيعية التي تحدث عبر ملايين السنين، ومن أشهر وأكثر النظريات التي تفسر تكون المساحات الكبيرة هذه من المياه كانت نظرية زحزحة القارات.
حيث ذكر العالم ألفريد فاجنر في عام 1914 من الميلاد أن هذا العالم في قديم الزمان كان عبارة عن قارة واحدة ضخمة، ومع مرور ملايين السنين حدث لها الكثير من التغييرات والانقسامات والزحزحة مما ترتب عليها أنها أصبحت القارات التي نعرفها الآن.
وما يؤكد نظرية زحزحة وتغير مكان القارات أنه على سبيل المثال الطبقات الجيولوجية في الساحل الإفريقي الغربي، تعتبر نفس الطبقات الجيولوجية في ساحل أمريكا الجنوبية من الجهة الشرقية ، وهذا يعني أن هذه السواحل في يوم من الأيام كانت أرض يابسة متصلة ببعضها البعض.
أيضا هناك نظرية أخرى وهي نظرية انسلاخ القمر، حيث أن البعض يقول أن القمر تكون من خلال الكثير من التصادمات التي حدثت في الفضاء، والبعض الآخر يقول أن القمر كان في أحد الأيام عبارة عن أحد أجزاء كوكب الأرض.
ومع الكثير من التغييرات التي بدأت تحدث بسبب الدوران السريع للأرض حول الشمس والأرض حول محورها أيضا باتت الأرض تتعرض للكثير من الطرد المركزي.
ومعها انسلخ القمر من الأرض وبات كما هو عليه في الفضاء الخارجي، وبعد الانسلاخ ترك القمر مساحة مهولة على الأرض وهي التي أصبحت بعد ملايين السنين المحيط الهادئ، ومع مرور ملايين السنين تكونت باقي البحار والمحيطات.
ومن النظريات الأخرى أيضا هي نظرية تكون الماء، وتنص هذه النظرية على أن العالم لم يكن به ماء وقت الخلق، وكان عبارة عن كتلة حمم كبيرة تقذف النيران في كل مكان، ومع مرور ملايين السنين باتت الأرض يخرج منها الكثير من البخار مما يجعله يتكثف بشكل كبير في السماء ثم بدأ يتساقط بشكل كبير وباتت هذه العملية تتكرر كثيرًا.
ويقول العلماء أن كثرة الخروج للماء من باطن الأرض ومع التبخر وهطول الأمطار أصبح هناك الكثير من الماء الذي بات يتجمع الذي مع ملايين السنين تسبب في تكون الماء، كما أن الله ذكر في كتابه الكريم في سورة النازعات، (وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا (30) أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا (31) وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (33) صدق الله العظيم.
بهذا ينتهي الجزء الثاني من مقال علمي عن البحر، والذي تناولنا فيه الكثير من النظريات العلمية التي ناقشت فكرة تكون البحار عبر ملايين السنين وكيف جاءت كمية المياه هذه من الأساس.
كما نرشح لكم هذا المقال المميز: مقال علمي عن ماء زمزم
البحر فيزيائيًا
الحياة ممكنة ومستمرة على كوكب الأرض بسبب وجود الماء، فبدون الماء لا توجد حياة، كما يعد كوكب الأرض هو الكوكب الوحيد من بين جميع الكواكب الذي يحتوي على الماء.
تشير الدراسات الفيزيائية للماء التي يطلق عليها اسم علم المحيطات الفيزيائي وهو العلم الذي يتناول كل ما يخص الحياة البحرية وتكون الماء وغيرها، حيث تشير أن أكثر ما يميز البحر هو الملوحة العالية التي يكون عليها.
وتتغير البحار والمحيطات فيما بينها من حيث درجات الملوحة الكلية، نجد أن البحر الأحمر تصل إلى 41 في المائة، بينما ملوحة البحر المتوسط 38 في المائة.
تشير الكثير من الدراسات أن نسب الملوحة في المحيطات والبحار ظلت ثابتة على مدار ملايين السنين، لأن توقف الأرض عن حالة التكون عندما كانت منصهرة أدى لتغير الكثير من الأمور في الحياة البحرية، لأن كثرة التبخر من أهم ما يغير نسبة الملوحة.
وفيما يخص درجة الحرارة في البحار فهي تتغير حسب الكمية من الإشعاع الشمسي الذي يصل للمحيط، والجدير بالذكر أن سطح البحر أو ما يطلق عليه اسم الدرجات السطحية من البحر التي تعد أعلى في درجة الحرارة بشكل كبير.
حيث أن الحرارة في العمق أقل بحوالي 30 درجة من الحرارة على السطح، وبشكل عام تكون الحرارة أقل حسب المكان وحسب العمق أي أنها في النهاية نسبة غير ثابتة.
وفيما يخص تركيز الأكسجين في البحر، نجد أنها تعتمد بشكل كبير على أنواع وكمية النباتات التي تنمو فيه، وتلك النباتات لها الكثير من الأنواع مثل العوالق والأعشاب البحرية وغيرها الكثير.
ويتغير مستوى الأكسجين حسب التغيرات المناخية أيضا، وتشير الدراسات أن التغييرات الكثيرة في المناخ من المتوقع أن تسبب خفض مستويات الأكسجين في المياه السطحية، بسبب القلة في كمية الذوبان للأكسجين في الماء.
الجدير بالذكر أن هناك حركة للماء يطلق عليها اسم دورة المياه أو الهيدرولوجية، وهذه الحركة عبارة عن الفكرة التي يتغير بها الماء، حيث أن الماء يتبخر بسبب الحرارة ويبدأ بالتحرك للسماء، ثم على نفس الطريقة يتكثف ويهطل على شكل أمطار.
وهذا ما له دور كبير في جعل الحياة على باقي الكوكب ممكنة، والجدير بالذكر أن الماء الذي يتبخر من المحيط يكون على شكل المياه العذبة، لأن الملوحة لا تتبخر.
هناك أيضا دورة أخرى يطلق عليها اسم دورة الكربون، حيث أن البحار والمحيطات تحتوي على الكمية الأكبر من عنصر الكربون، والجدير بالذكر أن كمية الكربون بسبب التغييرات والكمية الكبيرة لها فنجد أنها تؤثر كثيرًا على الحياة وعلى نسب بعض العناصر الأخرى، فينتج حمض الكربونيك والكربونات وبيكربونات وغيرها، كما أن ذلك يتم وفق هذه المعادلة.
ثاني أكسيد الكربون (غاز) ⇌ CO2 (aq)
CO2 (aq) + H2O ⇌ H2CO3
H2CO3 ⇌ HCO3− + H+
HCO3− ⇌ CO32− + H+
بهذا ينتهي الجزء الثالث من مقال علمي عن البحر، والذي تناولنا فيه الكثير عن البحر ولكن بشكل فيزيائي بسيط من حيث الملوحة والحرارة وغيرها.
ونرشح لكم أيضا قراءة: مقال علمي عن الشمس
أمواج البحر
إن ما يميز البحر عن غيره من المسطحات المائية أنه كثير الموجات، حيث تعد الأمواج من سمات البحار والمحيطات الأساسية، والجدير بالذكر أن البداية التي تبدأ بها الموجة تتكون بعد أن تهب الريح على سطح الماء مما يسبب تشكل موجات عمودية على اتجاه الرياح، بعبارة أخرى إن تكون الأمواج بسبب الاحتكاك والرياح بشكل أساسي.
وكلما كانت قوة الاحتكاك أكبر وكلما كانت الرياح أقوى كلما يعني أن قوة الموجة تكون أكبر بكثير وهذا ما يسبب الموجات التي يطلق عليها اسم تسونامي والتي لها سبب آخر وهو الزلازل.
الأربعينات طافوا هو اسم يطلق على نوع من الرياح القوية التي توجد في نصف الكرة الجنوبي، والجدير بالذكر أن هذا النوع القوي من الرياح مع كثرته يسبب الموجات القوية في منتصف المحيط والتي يطلق عليها اسم موجات التضخم.
وتصنف الموجات على أنها عبارة عن القمة وهي الجزء الأعلى من الموجة، وهناك أيضا أقل نقطة في الموجة والتي بالتحديد هي أقل نقطة تصل لها الرياح بشكل حيث يطلق عليها اسم الحوض الصغير.
وعندما تبدأ الموجات بالاقتراب من المناطق الأعلى يحدث لها حالة يطلق عليها اسم الانكسار وتزداد سرعة الموجة وارتفاعها ويحدث لها الكثير من التغييرات، بعبارة أخرى إن الموجة في وسط البحر تكون أقل بكثير من حيث الحجم.
ولكن هناك نوع آخر من الموجات كبير وضخم يطلق عليه اسم موجات تسونامي، وهذا النوع يعد الأخطر على البشر وعلى اليابسة بشكل عام، حيث أن موجات تسونامي تحدث في البحر عندما يكون هناك زلزال تحت سطح الماء، كما أن هذا النوع من الموجات التي توصف أنها مدمرة تحدث بسبب ارتطام جسم كبير بالبحر مثل نيزك على سبيل المثال.
كما أن سرعة موجات تسونامي كبيرة جدا حيث أنها تصل في بعض الأوقات إلى ما يقارب 600 ميل في الساعة (970 كم/ساعة)، كما أن أقل ارتفاع لها يكون 3 أقدام، والجدير بالذكر أن هذا بكون ليس إلا الارتفاع الأولي، لأن الموجة كلما اقتربت من المناطق الضحلة باتت لها سرعة أكبر حيث أن أنها تصل في المتوسط إلى 45 قدم أي 14 مترًا.
تعد القوة الكبيرة لموجات تسونامي قوية كفاية لتدمر الكثير من المدن أو أي مناطق تدخلها بشكل عام، وما يشكر خطر أكبر هو أن هذه الموجة وبالتحديد أول وصولها للساحل تكون لها قوة سحب قوية لتقوم بسحب الأشخاص والسيارات أيضًا ثم تتابع باقي الموجات الأصغر خلفها مما تسبب الكثير من الدمار.
وتعرف تيارات المحيط أنها في حركة لا تتوقف، لأن الموجة تسبب تحرك الكثير من المياه في الأماكن الاخرى، حيث أن تغيرات ومرور الرياح بشكل متواصل يجعلها تتحرك من مكانها، وهذا التحرك يترتب عليه أن يأتي الماء في الأماكن التي تحرك منها الماء في المرة الأولى، وهذا يعني أن مجرد احتكاك بسيط بين الماء والبحر يسبب موجة تتحرك يترتب عليها الكثير من التحركات الأخرى مما يتسبب بحركة التيارات المائية.
الجدير بالذكر أن هذه التيارات في المحيطات والبحار الواسعة تكون بشكل كبير وعلى مساحات ضخمة، وفي مثل هذه الحالات يطلق عليها اسم الدوران، والذي يعد نظام ضخم من التحركات للأمواج بسبب الرياح الكبيرة، والجدير بالذكر أيضا أن مثل هذه الدورانات التي تحدث في حال كانت قوية فإنها من المتوقع أن تسبب الكثير من المشاكل للسفن.
وأكبر الدروان في المحيطات هي التي في المحيط الهادئ والأطلسي والهندي، حيث أن هناك اثنان في المحيط الهادئ، واثنان في المحيط الأطلسي وواحد في المحيط الهندي، ويوجد مثلها ولكن بشكل أصغر وهي التي موجودة في البحار الصغيرة.
الجدير بالذكر أن حركة الدوران لا تتغير، إذ أنها ظلت ثابتة على مدار ملايين السنين، وحتى وقتنا الحالي لاتزال حركات الدوران هذه في استمرار على نفس الطريق وكلما انتهت تبدأ مرة أخرى في تناغم تام.
وأهمية هذه التيارات كبيرة حيث أنها تسبب الاستقرار والتغيرات في المناخ، بعبارة أخرى إن الاعتدال في الحرارة بالأخص للمناطق القريبة من البحار يكون بسبب هذه التيارات التي تظل في تحرك مستمر.
هناك أيضًا نوع آخر من الدوران وهي ما يطلق عليه اسم الدروان الحراري، وهذا الدوران أكبر من السابق ذكره بالكثير، وما يميزه أيضا أنه يكون في عمق المحيط، كما يطلق عليه اسم الحزام الناقل العالمي أيضا نسبة لكثرة أو لكمية الماء الكبيرة التي تتحرك مع بعضها.
هناك أيضا حركة المد والجزر والتي يمكن أن نقول أنها ضمن حركة الأمواج ولكن بشكل مميز أكثر ولها انتظام، فتعرف هذه الحركة أنها الارتفاع والانخفاض المتتاليين والمنتظمين في مستوى المياه والذي يحث في البحار والمحيطات استجابة لتأثيرات الجاذبية التي يقوم بها القمر والشمس، كما دوران الأرض حول محورها والدوران السريع لها في الفضاء له دور في التسبب بمثل هذه الحالة المميزة.
ما يميز حركة المد والجزر أنها على انتظام كبير، نجد على سبيل المثال أن هناك تغيرات ثابتة في المد والجزر العالي كل يوم حيث أنها تتميز بحدوثها في فترات ثابتة وهي كل 12 ساعة ونصف تقريبًا.
هناك أيضا أحواض المحيطات، والتي تميز هذه المناطق عن غيرها، وكما ذكرنا أن هناك تغيرات تحدث للقارات، وهذه التغييرات تسبب زحزحة القارات، فهناك نوع آخر من التغييرات وهذا النوع يعمل على دخول أو انزلاق القشرة المحيطية من البحر (الأرض تحت المحيط) تحت القشرة القارية (القشرة تحت القارات)، وهذا في بعض الحالات يترك أحواض أو خناق كبيرة وعميقة جدًا في قاع المحيط.
الجدير بالذكر أن الخنادق التي حدث بسبب حركة القشرة الأرضية سببت بعض الأماكن العميقة بشكل يجعل من المستحيل أن يصل لها البشر بنفسهم إلا باستعمال أدوات، على سبيل المثال هناك خندق اسمه ماريانا، وهذا الخندق على عمق 2500 كيلومتر (1600 ميل) عبر قاع البحر، وهذا الخندق في الأساس في منطقة عميق، أي أن العمق الكلي لهذه المنطقة يقدر بـ 10.994 كيلومتر (حوالي 7 أميال) تحت سطح البحر.
بهذا ينتهي الجزء الرابع من مقال علمي عن البحر، والذي تناولنا فيه الكثير عن أمواج البحر وأهميتها على حالة المناخ والمساعدة في نقل التيارات حول المحيطات والبحار.
ونرشح لكم فهم المزيد عن آلية عمل القمر للتأثير على أمواج البحر عبر قراءة المقال التالي: مقال علمي عن القمر
حياة البحر
يحتوي البحر على الكثير من أشكال الحياة، إذ أن هذه المناطق عبارة عن بلاد أو موطن لأنواع من الكائنات لا تعد ولا تحصى، والجدير بالذكر أن الشمس لها ضوء لا يصل إلا للسطح فقط، وهناك آلاف الكيلومترات في الأسفل تكون في ظلام دامس.
إن البيئة البحرية كبيرة وفي تناغم تام، فكل الحيوانات أو الكائنات فيها حصلت على التكيفات المناسبة التي تمكنها من العيش في ظروف قاع المحيط القاسية، فنجد أن أنواع الحياة في البحر تتنوع بشكل كبير ما بين أنواع النباتات والشعاب المرجانية والعلقات، إلى الأسماك والكائنات الأخرى الكثيرة بكل أنواعها.
ونظرًا لكمية الكائنات الكبيرة مع المساحات الكبيرة للبحار والمحيطات فلم يعلم العلماء بالتحديد ما هي المنطقة التي بدأت فيها الحياة البحرية بكل أنواعها، ولكن الاستقرار النهائي كان على أن الحياة بدأت في المياه الضحلة وغيرها من الأماكن التي لا تعرف بصعوبة الحياة فيها وقلة الغذاء.
وأنواع الكائنات في البحار كثيرة، منها ما يلي:
الطحالب والنباتات:
هناك الكثير من أنواع هذه النباتات في المحيط، ويعد المنتج الأساسي لها هي الكائنات الأخرى مثل الكائنات المجهرية وغيرها، الجدير ذكره أن النباتات لا تنمو إلا على عمق معين وهو ٢٠٠ متر تقريبا لأن الضوء لا يصل إلا لهذه المنطقة، ولكن هناك أنواع أخرى أقل تتميز أنها قادرة على العيش في أعماق أكثر.
الموائل البحرية:
هذا النوع من الكائنات له نوعين فيه، هما الموائل الساحلية وأيضا الموائل في المحيطات المختلفة، الجدير ذكره أن أغلب الكائنات التي تعيش في البحار والمحيطات تكون قرب الموائل الساحلية.
الأسماك والحيوانات:
بسبب المساحة الكبيرة للبحار نجد أن الحياة البحرية من حيث الكائنات الحية تكون أكبر بشكل كبير عن الحياة في اليابس، فهناك كائنات مثل الطيور البحرية وهناك السلاحف وآلاف الأنواع من الأسماك وغيرها الكثير من الكائنات التي لاتزال البشرية حتى الآن تكتشف الكثير منها كل فترة.
والجدير بالذكر أن الكائنات في البحر تقع تحت هرم غذائي بحت ذو تصميم غاية في الدقة مما يجعل كل كائن يمكنه أن يعيش لأن هناك أخرى تتغذى عليه وهناك أيضا كائنات هو يتغذى عليها، ومجرد اختفاء أي أنواع من الأسماك في البحر سيترتب على ذلك اختلال في الهرم الغذائي الذي سيؤثر على باقي الكائنات.
بهذا ينتهي الجزء الخامس من مقال علمي عن البحر، والذي تناولنا فيه نبذة عن الكائنات الحية الأساسية التي تعيش في البحر والتي تقع تحت نظام غذائي هرمي متناسق.
اقرا ايضا : مقال علمي عن الاحتباس الحراري
تاريخ اكتشاف البحار
كان البشر ومازالوا يستفيدون بشكل كبير من كم الموارد الضخم الذي يمكنهم الحصول عليه من خلال البحر، مما جعل هناك رغبة كبيرة في الوصول لأماكن أبعد وأكثر عمقًا لفهم المزيد عن البحر واكتشاف المزيد من الأماكن الأخرى.
فبدأ البشر في استعمال البحر أيضاً كطريقة سهلة للسفر باستعمال السفن، ويذكر التاريخ أن البشر منذ أكثر من ٣٠٠٠ عام كانوا يستعملون البحر في السفر والصيد وغيرها من الطرق الي تمكنهم من تحقيق أكبر استفادة منه.
والجدير بالذكر أن استعمال البحر والمحيط لم يكن للأسباب التي تم ذكرها من حيث الحصول على الغذاء والسفر، بل إن البحر كان ومازال أحد أهم الطرق الاستراتيجية التي تعتمد عليه الدول الساحلية في تنظيم أمور الحروب والأمور الأخرى كالدفاع عن البلاد وغيرها من استعمالات البحر الاستراتيجية.
وأما في العصر الحديث فكان اكتشاف البحار والمحيطات بشكل أكبر في عام 1768 إلى عام 1779، وكانت هذه الرحلات بواسطة الكابتن جيمس كوك، حيث ظل في البحر كثيرًا، ووصف المحيط الهادئ بشكل غاية في الدقة من 71 درجة من الجنوب و71 درجة من الشمال.
وهناك أيضا غيرها من الرحلات الاستكشافية الكثيرة إلا أن بعضها كان الأكبر نطاقًا وجهدًا مثل الرحلات التالية من قبل الدول مثل روسيا والولايات المتحدة وغيرها من الدول، وهناك بحار يدعى روبرت فيتزروي، حيث قدمت رسمًا دقيقًا للبحار والكثير من الشواطئ الأخرى.
والجدير بالذكر أن أكبر الرحلات الاستكشافية في ذلك الوقت كانت بواسطة رحلة حيث كانت على مسافة 68,890 ميلا بحريا (127,580 كم) حول العالم، والجدير بالذكر أن هذه الرحلة الكبيرة لها الفضل في الكثير من الاكتشافات الأخرى التي تصل إلى اكتشاف ما يقارب 4700 نوع جديد من الحيوانات البحرية المختلفة.
وظلت رحلات البشر لاكتشاف المحيطات تتابع بشكل كبير بسبب الرغبة الكبيرة في الحصول على أكبر كم ممكن من المعلومات عن عالم المحيطات وعما كان فيه من خيرات أو أشياء لم تكتشف بعد.
ومنذ ذلك الوقت والرحلات في تقدم أكثر بسبب التطور الكبير في التكنولوجيا والذي مكن البشرية من الوصول لأعماق أبعد في قاع المحيط المظلم، ولكن حتى لم يكتشف البشر إلا القليل جدًا من المحيط مما يجعل اكتشافات البشرية طوال هذه السنوات تعد شيء لا يذكر مقابل الحجم المهول للمحيطات.
بهذا ينتهي الجزء السادس من مقال علمي عن البحر، والذي تناولنا فيه تاريخ البشر في اكتشاف المحيطات وعلمنا أن كل الاكتشافات وكل ما تعرفه البشرية عن قاع البحار والمحيطات ليس إلا نسبة بسيطة فقط.
ونرشح لكم أيضا: مقال علمي عن الفضاء
أهمية البحر
إن البحر ليس للاستعمال البسيط الذي تم التركيز عليه في المقال فقط، بل إن البحر يعلب الدور الأساسي في استمرار الحياة بشكل عام، وهذا يشمل المحيطات أيضًا، وفيما يخص أهمية البحار والمحيطات فيمكن أنها تتلخص فيما يلي.
السفر:
منذ القدم والبشر كانوا يعتمدون على البحر في السفر لمسافات طويلة عبر الاعتماد على الشراع والسفن البدائية التي كان الغرض منها الصيد والنقل لمسافات قليلة.
ومع التطور بات البشر يعتمدون على البحر كطريق مفتوح للسفر يمكنه حمل مئات الأشخاص أو الآلاف على نفس السفينة وحسب حجمها بشكل عام، وكل ذلك مقابل أقل تكلفة ممكن، ومع التطور في التكنولوجيا أيضا تمكن البشر من صنع أنواع مختلفة من المحركات القوية التي مكنت الجميع من السفر حول العالم بشكل أسهل.
التجارة:
التجارة عبر استعمال البحار والمحيطات كطريقة للتنقل من الأشياء المتعارف عليها من آلاف السنين، فذكر التاريخ أن السلالة البطلمية منذ 300 قبل الميلاد كانوا يتاجرون السلع من الذهب والتوابل وغيرها وتمت التجارة عبر البحر الأحمر.
وفي الوقت الحالي الكثير من الدول تعتمد على البحار في النقل للكثير من أنواع البضائع المختلفة حتى بات النقل البحري لا يقل أهمية عن النقل البري أو النقل الجوي.
التسلية:
الرغبة في الذهاب للشاطئ في فصل الصيف من الأشياء الأساسية التي يقوم بها الكثير من الأشخاص خلال أوقات الفراغ وخلال الإجازات، فيعد البحر من أهم وسائل الترفيه حول العلم، فنجد أن البلاد التي تبعد مسافات طويلة عن البحر تسافر إليه لمجرد قضاء بعض الوقت.
الجدير بالذكر أن هدف التسلية أو قضاء الوقت في البحار لا يقتصر على الشاطئ فقط، بل إن هناك الكثير من النشاطات التي تجذب الكثيرون وهي الغوص أو السباحة الحرة وغيرها الكثير.
الحصول على الماء:
بعض الأماكن لا يوجد بها أنهار أو غيرها مصادر المياه العذبة، ولذلك فيعد البحر بمثابة خيار مثالي للحصول على المياه الصالحة للشرب عن طريق إعادة تنقية المياه للتخلص من أي سموم منها والتخلص من الأملاح.
الحصول على الغذاء:
الأسماك وغيرها من الكائنات البحرية تعد المصدر الأساسي للغذاء في بعض الدول، فتعد الكائنات البحرية وبالتحديد الأسماك من أكثر مصادر الغذاء طلبًا لما توفره من قيمة غذائية عالية بجانب سهولة في الحصول عليها بالنسبة للصيد من على الشواطئ.
ويعرف نشاط صيد الأسماك أنه كبير، حيث وصل في عام 2011 من الميلاد إلى ما يقارب 154 مليون طن من الأسماك التي تم صيدها، كما أن عدد السفن المخصصة للصيد كثيرة ويصل عددها إلى أكثر من 4.36 مليون سفينة في عام 2010، وهذا أيضا يوفر الكثير من العمل للعاطلين حيث وصل عدد العاملين في هذا المجال لحوالي 54.5 مليون شخص.
الحصول على الطاقة:
بسبب الحركة المتواصلة للموجات وغيرها من حركات المد والجزر نجد أن البحر يوفر الكثير من الطاقة التي يمكن توليدها عبر المحطات التي توفر الطاقة الكهرومائية، ولكن تعد الطاقة من البحار من التحديات بسبب حركة الموجات العنيفة الغير متوقعة على عكس الأنهار التي توصف بالهدوء نسبيًا.
استخراج المعادن:
يحتوي البحر في أعماقه على الكثير من أنواع المعادن والأحجار الكريمة التي يمكن إعادة استعمالها في كثير من الأمور الأخرى، فمن قاع البحار والمحيطات يمكن الحصول على الذهب والنحاس والنفط والغاز الطبيعي وغيرها من الثروات التي يمكن الحصول عليها من قاع البحر.
بهذا ينتهي الجزء السابع من مقال علمي عن البحر، والذي تناولنا فيه بعض الاستعمالات أو الفوائد الأولية التي يمكن الحصول عليها من خلال المحيطات.
وفي نهاية مقال علمي عن البحر، علمنا أن البحر هو جزء مصغر من محيط، وكلاهما متشابهان في الخواص الأساسية إلا أن البحر أصغر من المحيط، كما علمنا أن البحار والمحيطات تعد من أهم ما يجعل الحياة على سطح الكوكب ممكنة.