مقال علمي عن الاتجاهات الحديثه في تربية الطفل، حيث أن تربية الأطفال في الوقت الحالي بات لها الكثير من الاهتمام، فالجيل الجديد هو ما ينشئ ويبني البلاد، وفساد تربية الأطفال تعني فاسد المجتمع ككل، وهذا المقال العلمي شامل لكل الطرق الحديثة في التربية.
مقال علمي عن الاتجاهات الحديثه في تربية الطفل
قبل الدخول في تفاصيل التربية الحديثة، فما السبب في الأساس الذي يجعل الطرق الحديثة للتربية مهمة لهذا الحد؟ ذلك يمكن أن يتم تلخيصه فيما يلي:
- التربية السليمة تضمن أن تحصل العائلة على السعادة وعلى الاستقرار النفسي والعاطفي فيما بينهم، مما يسهل الكثير من عقبات الحياة والمساعدة في جعل الجيل الجديد أفضل.
- تساعد التربية الحديث على جعل الطفل قادر على مواكبة التغييرات الكثيرة التي تحدث في الحياة، ويتم ذلك عن طريق جعل الطفل مقتنع بفكرة التغيير وأن الحياة لن تظل على حالها للأبد.
- التربية الحديث تساعد في استقرار الأسرة ونفسية الأولاد في المستقبل عن طريق جعل نسبة القناعة لديهم عالية.
- كلما كبر الطفل كلما يدرك حبه الكبير لأهله والفضل الكبير لهما على ما يفعلونه معه.
- العائلة المتماسكة تكون هي القادرة على تجاوز الكثير من عقبات وصعوبات الحياة بشكل أكثر سلاسة من العائلات المفككة التي لم يخضع الأطفال فيها للتربية الصحيحة.
وكانت النقاط السابقة أهم ما يجب التفكير به أو بعبارة أخرى أهم ما سيعدون على الأسرة والمجتمع من التربية الجيدة الحديثة للأطفال، وفيما يخص تفاصيل مقال علمي عن الاتجاهات الحديثه في تربية الطفل، فهي كما يلي.
محو المقارنة:
في الوقت الحالي نجد أن الكثير من الآباء يقومون بالمقارنات بين الأطفال على سبيل جعل الكثير من روح المنافسة بينهم، والبعض الآخر من الآباء يفعلون ذلك حتى لا يشعروا بالنقص تجاه الأولاد أو تأخرهم في القيام ببعض الأمور بمهارة أقل في الحياة، وبالتحديد مهارة أقل من الأخوة الآخرين أو الجيران والأصدقاء.
وإن أهم ما في الاتجاهات الحديثة للتربية هي الإيمان بالطفل وجعله لا يخاف من فكرة المقارنة، لأن المقارنة لها تأثير عكسي في النهاية ولا تشجع الطفل ولا أي شيء من هذا القبيل، بل إن التأثيريكون بشكل عكسي في بعض الأوقات كأن يشعر الطفل أنه منبوذ أو غير مرغوب فيه وأنه أقل من الغير.
الفشل طريق التعلم:
على الأهل أن يفهموا جيدًا أن فشل الأطفال في الحياة لا يعني نهاية العالم، بل إن البشر بشكل عام لا يتعلمون إلا عن طريق الفشل والقاعدة تسري على الصغار والكبار أيضًا.
فمن المهم أن يحصل الطفل على الوقت الكافي وعلى بعض الحرية في اختيار بعض القرارات (القرارات البسيطة التي لا تؤثر في الفشل فيها) لأن ذلك يساعد الطفل على اختبار طعم الفشل مما يجعله في رغبة أن يكون ناجحًا بنفسة وليس لأن أحدهم يريد منه ذلك.
تجنب العقاب بالضرب:
من أكثر الأخطاء التي يقل فيها الكثير من الآباء هي أن يعاقبوا أطفالهم بالضرب في كل الأوقات، على الرغم من أن الضرب قد يكون هو الخيار الصحيح في بعض الحالات القليلة فقط، إلا أن الضرب له تأثير عكسي.
حيث أن مرحلة الطفل العمرية هي ما تحدد الطريقة الصحيحة للعقاب، والجدير بالذكر أن عقاب الطفل ذو العمر الأقل من 5 أيام تختلف عن الـ 10 أعوام، فمن المهم اختيار الوقت المناسب للعقاب، ومن المهم أن يتم اختيار الطريقة المناسبة أيضا.
كما أن الضرب له تأثير نفسي عكسي، حيث يشعر الطفل بالعجز وكره الذات والكثير من الخوف، والخطأ الأكبر هو ضرب الطفل أمام الغير، حيث أن هذا يترك تأثير سلبي كبير على الطفل مما يقلل ثقته بنفسه ولا يفكر فيما فعله بشكل خاطئ بل إن تركيزه سيكون على مظهرة أمام من تعرض للضرب أمامهم.
تربية الطفل على الرضا:
من أهم الاتجاهات الحديثه في تربية الطفل هي أن يشعر الطفل أنه راضي وأن ما فيه نعمة في كل الحالات، وعلى الرغم من أن توفير البيئة المثالية والعيشة الكريمة من أهم ما على الأبوين القيام به، إلا أن تربية الطفل على القناعة أمر مهم.
فلا يجب أن يحصل الطفل على كل شيء في الوقت الذي يريد، بل يجب أن يحصل في الوقت المناسب، كما يجب أن يفهم الطفل أن الأهل يفعلون ما بوسعهم، ويجب أن يفهم أيضا أن هناك اختلاف كبير في الطبقات بين الناس.
بعبارة أخرى يجب أن يقتنع الطفل أن هناك من هم أعلى منه، مما يعني أنه عليه أن يفهم أن حصول صديقة على لعبة غالية الثمن شيء عادي، وأن يفهم أن والديه لو كان لديهم الإمكانيات لكانوا اشتروا له الكثير من الألعاب الأفضل منها.
والجدير بالذكر أن الطفل يجب أن يفهم جيدًا ظروف أهله، وعلى الأهل أن يحسنوا توزيع المصاريف، على سبيل المثال في حال كان الأهل مقتدرين ماديًا فلا يجب عليهم جعل الأطفال يحصلون على كل شيء يفكرون به، بل يجب أن يتركوا الوعي في أولادهم بأن هناك جزء من المسؤولية يقع عليهم وأن هناك وقت مناسب للحصول على كل شيء.
يجب أن يشعر الطفل بالذنب:
في حال ارتكب الأطفال أي خطأ، نجد أن الكثير من الآباء يبدأون بالعقاب بسرعة، وهذا خطأ كبير، لأن الطفل فيما مختلف المراحل العمرية قد لا يعلم أن ما يقوم به هو خطأ في الأساس.
ولهذا السبب يجب الحديث مع الطفل عن الفعل الذي قام به ليتم توعيته أنه غير صحيح، ويجب على الأهل أن يتركوا الفرصة للطفل أن يبرر فعلته أو يتحدث عما يفكر فيه فيما يخص هذا الموضوع، وفي النهاية يمكن اختيار الطريقة المناسب للعقاب.
التعلم من الأخطاء:
في حال ارتكب الطفل أي خطأ، فالأهل يقع على عاتقهم أن يجعلوا الطفل قابل للتعلم من قبل نفس الخطأ، لأن الفشل وارد علينا جميعًا، ويجب أن يفهم الأطفال أنهم يجب أن يتعلموا من هذه الأخطاء لأنها ما سيكون شخصيتهم.
ويجب تربية الطفل على عدم الاستسلام من المرة الأولى، على سبيل المثال في حال فشل الطفل لعبة ما وقرر الاستسلام، فجب على الأهل جعل الطفل يفهم أن هذا عادي، كما سيكون من الجيد أن يلعب أحدهم أحد الألعاب أمامه ويفضل هو الآخر، ثم يظل يحاول كثيرًا.
إن مثل هذه السلوكيات لها تأثير كبير على تكوين شخصية الطفل الجيد الذي لا ينسحب من الحياة بسهولة، ويفهم الطفل أن عليه المحاولة في كل شيء وأن يعلم أن الفشل عدي وأنه من الواجب عليه أن يتعلم من سبب الفشل ثم يعيد الكرة بدون أن يكرر نفس الأخطاء.
الإيمان بالطفل:
الكثير من الأطفال يتكون في عقولهم الصغيرة فكرة أنهم فاشلين، فيجب تجنب أن تتكون هذه الفكرة في عقل الطفل وذلك يتم عن طريق جعله يفهم أنه في حالة تطور وأن الفشل شيء عادي.
كما يجب أن يتم تشجيع الأطفال في الكثير من الأمور، فمن عادة الأطفال أن يشاركوا نجاحاتهم الصغيرة مع الأهل، وتلك النجاحات قد تكون رسم لوحة أو آداء الواجب المدرسي أو أي مهمة صغيرة وسهلة.
إن تشجيع الطفل في مثل هذه الأمور يترك في نفسه رغبة كبيرة في تحقيق الكثير من النجاحات الأخرى، لأن الأطفال إن لم يجدوا من الأهل التشجيع أو الاهتمام المناسب سيشعرون بالإحباط الكبير مما يسبب التأثير السلبي على حياتهم في المدى البعيد.
تجنب المدح المستمر:
كما ذكر في النقطة السابقة فإن المدح والتشجيع له تأثير جيد، ولكن يجب أن يتم الأمر بشكل جيد في الوقت المناسب، لأن المدح بشكل متواصل يبني عند الطفل الكثير من المعتقدات الغير صحيحة عن نفسه، مثل أن يشعر بالغرور أو أنه ناجح في كل شيء.
والتأثير السلبي الأكبر في هذه الجزئية هو أن المدح لن يكون بشكل دائم، فعلى سبيل المثال إن اعتاد الطفل على المدح فسيظل في انتظار الكثير من المدح من الكثير من الأشخاص الآخرين، وفي الواقع الناس لا يمدحون إلا القليل منهم فقط، وهذا ما سيترك صدمة كبيرة عند الطفل وشعور بالانسحاب.
معاملة الطفل حسب المرحلة العمرية:
هناك عبارة مشهورة يستعملها الكثير من الآباء وهي (أنت كبير) أو (لم تعد صغيرًا) في الحقيقة إن مثل هذه العبارات لها تأثير عكسي تمامًا، على الرغم من أنها عبارات جيدة في بعض الفئات العمرية إلا أنها مراحل عمرية أخرى قد يكون لها التأثير العكسي تمامًا.
يجب على الأهل أن يفهموا أكثر عن تصرفات الأطفال العفوية، فإن كانت الطفل يحب لعبة ما أو يبكي عليها فلا يجب اخباره أنه أصبح كبيرًا ومثل هذه العبارات، بل يجب التفاهم معه، وفي حال كان كبيرًا فعلًا فيجب إيصال الفكرة له بشكل أفضل.
حسن التصرف أمام الطفل:
من المهم العلم أن أهم ما في الاتجاهات الحديثه في تربية الطفل هي أن يفهم الأهل أن الطفل يفعل ما يفعلونه، حيث أن الأطفال في هذه الفترة من حياتهم يقومون بترديد أغلب الكلمات التي يرددها الأبوين، كما أنهم يكررون نفس الأفعال حتى إن كانت غير صحيحة.
لذلك فالتعامل باحترام مع الأطفال والتعامل باحترام مع الجميع بشكل عام يجعل الطفل يريد أن يكون مثل أبويه مما يترك في داخله الرغبة في التصرف بشكل أفضل مثل الأهل.
ومن المهم فهم أن الطفل أيضًا يتكون جزء من شخصيته بسبب التعامل مع الأولاد من حوله، فيجب على الأهل فهم كل ما يقوله الطفل من حيث الأسباب، وإن تعلم تصرف خاطئ يسألون ممن تعلمه، وفي النهاية يتم توعية الطفل بما هو صحيح وما هو خطأ.
ولكن مهما كانت التربية جيدة ومهما كانت بأحدث الطرق فيجب العلم أن تصرفات الأهل أمام الأطفال لها التأثير الأكبر على الشخصية الكلية لهم في النهاية، فلا يصح أن يقول الأبوين أن شيء ما غير جيد بينما هم يفعلونه.
الصبر:
إن أهم ما في تربية الأطفال على الطرق الحديثة هي أن يتوفر الصبر عند الأهل، لأن الطفل في مراحل حياته المختلفة يحدث له الكثير من التغييرات التي يجب على الأهل فهمها والصبر والمحاولة أكثر من مرة، لأن التربية بالأخص على الطرق الحديثة ليست بالشيء السهل بل هي مسؤولية كبيرة.
الحرص على التعليم:
هنا التعليم لا يقصد به الذهاب للمدرسة فقط، وعلى الرغم من أن المدرسة في غاية الأهمية، إلا أن مدرسة الحياة لا تقل أهمية أيضا، فيجب أن يخرج الطفل ويمر بالكثير من التجارب والعثرات ليفهم الحياة بشكل أفضل، لانه في النهاية المدرسة لا تعلم كل شيء.
عدم التفريق بين الأبناء:
في حال كان للأبوين أكثر من طفل فلا يجب أبدا التفريق بينهما في أي شيء، لأن التفريق أو تفضيل طفل عن آخر ولو في تفاصيل صغيرة يترك الكثير من الحزن والعدوانية في قلب الطفل.
والجدير بالذكر أن هذه الجزئية غاية في الأهمية، لأن الأهل إن كانوا يفرقون بشكل كبير بين الأولاد فقد يجعل ذلك بينهم الكثير من الكره أو التشاحن لأتفه الأسباب، ولذلك يجب جعل الأخوة يحبون بعضهم وأن يتم معاملتهم بنفس الطريقة.
وكانت هذه النقاط الأساسية في مقال علمي عن الاتجاهات الحديثه في تربية الطفل، والجدير بالذكر أن طريقة التربية هي أهم ما يجب أن يتعلمه الأهل لإنشاء الجيل الجيد في النهاية.
نرشح لكم قراءة المزيد من المقالات المشابهة من قسم مقال علمي ، كما قد يهمك المقال التالي أيضًا: مقال علمي عن مرض التوحد
تعريف الاتجاهات الحديثه في تربية الطفل
في بداية مقال علمي عن الاتجاهات الحديثه في تربية الطفل، علمنا الكثير من أفضل الطرق التي يتم اتباعها في التربية، ولكن ما هي التربية الحديثة بشكل؟ ومتى يطلق عليها هذا الاسم؟
في الحقيقة إن فكرة طرق التربية الحديثة لم تكن على الانتشار نفسه في الماضي، حيث كان الأهل يربون الأطفال بشكل عشوائي أو بنفس الطريقة التي تم تربيتهم بها.
ولكن هناك الكثير من التغييرات التي تحدث كل عام، مما يعني أن نفس الطرق التي تم اتباعها في زمن معين قد لا تصلح في زمن آخر، ومن هنا جاءت فكرة التربية الحديثة.
حيث على الأهل استغلال وفهم الطريقة التي يفكر بها أطفالهم، ومن ثم العمل على التنمية والتكوين لشخصياتهم بواسطة أفكار الأطفال وحال المجتمع الذي يعيشون فيه، حتى يكون الطفل في النهاية ذكي وجيد في حياته كما يكون مطيعًا لوالديه.
والجدير بالذكر أن ترك الطفل يقوم بفعل ما يريد كان من طرق التربية في فترة من الزمن بالأخص في العائلات المرتفعة الدخل، وكان هذا خطأ كبير ترتب عليه جيل لا يمكن الاعتماد عليه في أغلب الأوقات لأن الأطفال لا يكون لديهم أي رغبة في حمل المسؤولية.
كما نرشح لكم أيضا: مقال علمي عن متلازمة داون
وفي نهاية مقال علمي عن الاتجاهات الحديثه في تربية الطفل، علمنا الكثير من طرق التربية الحديثة التي على الأهل القيام بها لجعل الجيل الجديد أفضل، والجدير بالذكر أن التربية تضع على الأهل مسؤولية كبيرة عليهم تحملها حتى تكون كامل الأسرة في سعادة واستقرار.